
إنَّ الموضوع الذي سنتحدث عنه الآن هو: كيف نُصَلِّي. فواحدٌ مِنْ الأمور الرئيسيَّة جدًّا في الحياة المسيحيَّة هو الصلاة. وكما تَعلمون، فقد قُلنا إنَّ قراءة الكتاب المقدَّس هي مِثل الأكل. والصلاة هي مثل التنفُّس. فواحدٌ مِنْ الأشياء المُهمة التي ينبغي أن تقوم بها إنْ كنتَ حيًّا هو أن تتنفَّس. فهو أمرٌ له أهميته القصوى.
فأنت تُوجد عندما تأتي إلى العالم وتعيش في إِطار الغلاف الجويّ. وواحدٌ مِنَ الأشياء التي يقوم بها الغلاف الجوي هو أنه يَضغط على رئتيك. لذلك فإنك تتنفس منذ اللحظة الأولى. والسبب في أنك تتنفس هو ضغط الهواء على رئتيك إذْ إنه يُرغِم رئتيك على استنشاق الهواء. لذلك فإنَّ حَبْس النَّفَس أصعَب مِنَ التنفُّس. فإنْ حَبَسْتَ نَفَسَك مُدَّة دقيقة، فإنَّ لونَ بَشْرَتِك يتحول إلى الأزرق، ودقات قلبك تتسارع، وتتعَرَّق لأنك تُقاوم الضغط الطبيعي المحيط برئتيك.
والصلاة تُشبه ذلك. فعندما تُولد في عائلة الله، أو عندما تُولد ثانيةً، أو عندما تَصير ولدًا لله وتدخل عالم الله، فإنكَ تعيش في نِطاقٍ مُعيَّن. فنطاق حضور الله ونِعمته يمارسان ضغطًا على حياتك. والشيء الطبيعي هو أن تتنفس. وقد قُلنا إنَّ الصلاة هي تَجاوب مع ضغط الله وحضوره في حياتك.
فالصلاة هي شيءٌ طبيعيٌ في حياة المؤمن المسيحيّ لأنها تُشبه التنفس في حياة الإنسان. فأنت تعيش في جَوٍّ مُعين وتتجاوب مع ذلك الجوّ المُتمثل في حضور الله مِن خلال قبول حضوره، ومِن خِلال ما يُشبِه عمليَّة الشَّهيق والزَّفير تَجاوُبًا معه.
إنَّ الصلاة مُهمة حقًّا. ونحن نتحدث كثيرًا عن الصلاة ونُخبر الآخرين عنها لأنَّ الصلاة قوة هائلة. وقد قال أحد الأشخاص: "الصَّلاة هي العَصَب الرَّقيق الذي يُحَرِّك عضلات القُدرة الإلهيَّة". فالصلاة تُحرِّك قدرة الله. وهذا تبسيطٌ لهذه الحقيقة. فالصلاة تُحرِّك قدرة الله. فالله يتحرك استجابة لصلوات شعبه. وليس هذا فقط، بل إنَّ الصلاة تُهَيِّئُكَ وتجعلك مُتوافِقًا مع الله. وعندما نقرأ إنه ينبغي أن نُصلي فإننا نقرأ أنه ينبغي أن نُصلي بالروح.
والمقصود بالصلاة بالروح هو أن نُصلي دائمًا بروح الله. لذلك فإنَّ الصلاة لا تعمل فقط على تحريك الله، بل إنَّ الصلاة تجعلنا أيضًا مُتوافقين مع مشيئة الله وقصده. فعندما نُصلي بحسب مشيئة الله، أو وَفقًا لمشيئة الله، فإننا نجعل أنفسنا متوافقين مع مقاصده. لذلك فإنَّ الصلاة لها تأثيرٌ مُحددٌ في جعلنا متوافقين مع مقاصِد الله، وهي تجعل الله يعمل. فالصلاة تُغيِّر الأشياء حقًّا. وعندما كُنتُ صبيًّا صغيرًا، كان هناك اتِّفاقٌ ضِمْنِيٌّ بيننا في غُرفة الطعام وهو أنَّ الصلاة تُغيِّر الأشياء. وهي تفعل ذلك حقًّا. فالصلاة فعَّالة.
كان هناك نَحَّاتٌ يَنحتُ تمثالاً ذات مرَّة. وكان جاثيًا على رُكبتيه مُتأمِّلاً في ذلك التمثال الموضوع على الأرض. وقد جاء إليهِ واعظٌ وقال: "أتمنى لو كنتُ قادرًا مِثلك على توجيه هذه الضربات المُغَيِّرة إلى قلوب البشر". فنظر النَّحَّات إليه وقال: "ربما كان بمقدورك القيام بذلك لو كنت تعمل مثلي: على رُكبتيك". ولا شكَّ في أنَّ هذه الكلمات صحيحة لأنَّ الصلاة قادرة على القيام بكل ما يَعجز كُلُّ تعليمك عنِ القيام به.
وإنْ كانت خِبرتي قد عَلَّمتني شيئًا (وأنا أقول هذا بمشاعر صادقة جدًّا)، فقد عَلَّمَتني أنكم لا تفهمون كل ما أقوله تمامًا. ولكنْ مِن وِجهة نظري في الخدمة، أنا أعرف الفرق في خِدمتي عندما تكون هناك صلاة وعندما لا تكون هناك صلاة. فهذا أمرٌ واضحٌ جدًّا بالنسبة إليّ. وهذا يَصِحُّ على صلوات الناس (حتى الناس الذين لا أعرِفهُم)، وعلى أمانتي في الصلاة لأنَّ ذلك يصنع فرقًا مُهمًّا جدًّا في خِدمتي. وأنا مُدركٌ جدًّا لذلك. فالصلاة فعَّالة جدًّا.
ويمكننا القول إنَّ الصلاة، ببساطة، هي حَديثٌ مع الله. وكما تعلمون، فإنَّ واحدًا منَ الأشياء التي تحدث عند انضمام طفلٍ جديدٍ إلى العائلة، إنَّ أوَّل شيءٍ تريده مِن الطفل هو ماذا؟ إنَّ أولَ شيء تُريده مِن تلك الحياة الجديدة هو التَّواصُل. فأنت تريد بعض التجاوب. والأمر نفسه يَصِحُّ على المؤمن المسيحيّ. فالشيء الذي يحدث عندما تَصير مسيحيَّا هو أنك تجد نفسك حالاً في حضرة الله وترغب جدًّا في التواصل مع الله؛ أي أن تتجاوب معه وأن تقول له كل ما تشعر به في قلبك.
وهذا هو جوهر الصلاة. فالصلاة لا تعني أن تشتري كتابَ صَلاةٍ صغير وتقول: "سوف أُرَدِّدُ هذه الكلمات إلى أن أنام" وحسب. فهذه ليست صلاةً. فالصلاة هي تواصلٌ مع الله. فهي حديثٌ يشبه نوعًا ما الحديث الذي تُجريه معَ الآخرين. فهي ليست كلامًا مُنمَّقًا وجميلاً ومُبهرجًا. وهو ليس مُسابقةً في صياغة المُفردات لمعرفة مِنْ يستطيع أنْ يقول أكبر عددٍ مِن الكلمات اللَّاهوتيَّة دون أن يأخذ شهيقًا واحدًا. فالصلاة ليست هكذا البتَّة.
والصلاة ليست تَكرارًا فارِغًا. فهي ليست: "أرجوك أن تفعل كذا ... أرجوك ... أتوسل إليك، أرجوك. أرجوك أن تفعل هذا، أرجوك". فلا حاجة لأن تتوسل هكذا. فقد كان الفريسيون يُكَرِّرون الكلام إلى ما لا نهاية. ولكنَّ الصلاة ليست هكذا أيضًا. وهي لا تعني تَكرار صلاة المِسبحة 48 مَرَّة على التوالي - المرَّة تلو المرَّة تلو المرَّة. فالله ليس أَصَمًّا، بل هو يسمعك مِنَ المرَّة الأولى. لذلك، لا حاجة، بل لا حاجة البتَّة، للتكرار الذي لا يتوقف. فهذا هو ما جاء في إنجيل مَتَّى والأصحاح السادس. فالصلاة ليست تَكرارًا لا نهاية له.
فالصلاة ليست توسلاً مُتكرِّرًا: "أرجوك، أرجوك، أرجوك افعل هذا. وليتك تفعل هذا الأمر ولا تفعل هذا الأمر". فالصلاة ليست شيئًا مِن هذا القبيل مع أنها تُعَبِّر عن تَضَرُّعاتِنا وأشواق قلوبنا. فالصلاة هي، ببساطة: حديث. فهناكَ أوقاتٌ في حياتك تقول فيها: "يا رَبّ، مِنَ المؤكد أنَّ هذا اليوم هو يومٌ رائع، وأرجو أنك تستمتع به كما أستمتع به أنا. وأنا أريد فقط أن أشكرك على هذا اليوم". وهذه صلاة مُهمة ولا تَقِلُّ أهميةً عن الوقوف على المِنْبر والتَّفَوُّه بمجموعة مُفردات لاهوتيَّة لأنَّ كل ما تفعله هو التواصل مع الله.
فعندما نقرأ الكتاب المقدَّس، فإنَّ الله يتحدث إلينا. وعندما نُصَلِّي فإننا نتحدث إليه. وينبغي أن تَضُمَّ حياتُك هَذين الجانبين - وإلَّا فإنه لا يوجد تواصل بينكما. فلا أحد يُحِبُّ الحديث مِنْ طَرَفٍ واحد. والحقيقة هي أنَّ جميع المسيحيين يُصَلون. فنحن جميعًا نتحدث إلى الله أحيانًا. ولكننا لا نُصلي جميعًا بالطريقة الصحيحة. فنحن لا نُصلي جميعًا كما ينبغي أن نُصلي. فهناك مسيحيون كثيرون يُصلون بالطريقة الخاطئة. ففي المقام الأول، نحن نَصْرِف وقتًا كثيرًا في طلبِ أشياءٍ لسنا في حاجة إليها. هل تعلمون ذلك؟ "يا ربّ، أعطِني كذا، وأعطني كذا، وأعطني كذا". والرب يعلم أنه إن أعطانا تلك الأشياء فإنها سَتُفْسِدُنا. لذلك فإنه لا يُعطينا إياها.
وهناك أمور خاطئة أخرى نفعلها كأن نطلب أشياء نمتلكُها أصلاً. فهل طلبتَ يومًا أنْ يُعطيكَ الربُّ سَلامًا؟ فالكتاب المقدس يقول إنَّ لديك أصلاً سلامًا يفوق كل عقل. وهل طلبتَ يومًا منَ الرب أن يُعطيك نِعمةً؟ فالكتاب المقدس يقول إنَّ نعمته تكفيك. وهل طلبتَ يومًا مِن الله أن يُظهر محبته لك؟ ولكنَّ الله يقول إنَّ محبة الله انسكبت في قلوبكم. فما الذي تريده أكثر مِن ذلك؟ أترَوْن؟ فنحن نطلب مِن الربِّ أمورًا كثيرة نمتلكها أصلاً. لذلك فإنَّ يعقوب يقول إنه ينبغي لنا أنْ نطلب الحكمة. فإن امتلكنا الحكمة فإنَّ هذا سيجعلنا نمتنع عن طلب الأشياء الَّتي نمتلكها أصلاً.
إذًا، الصلاة هي ببساطة: تواصلٌ مع الله. ولكن هناك ممارسات صحيحة وممارسات خاطئة ينبغي أن نفهمها أساسًا. فالصلاة هي ببساطة حديثٌ مع الله. ولا ينبغي أن يكون هذا الحديث معقدًا. ولا ينبغي أن نُراعي فيه الرَّسميَّة أو عَدَم الرَّسميَّة. فهو حديثٌ وحسب. والرسول بُولس يقول في رسالة أفسس 6: 18 : "مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ". وهذا يُشير إلى أيِّ نوع مِن الصلاة. فقد تصرخ إلى الربِّ قائلاً: "يا رَبّ" في أوقات الضيق الشديد. أو قد تقول: "يا ربّ، إنَّ هذا اليومَ هو يومٌ رائعٌ وأنا فَرِحٌ حقَّا. وقد أردتُ فقط أن أقول لكَ ذلك". فهذه صلاة. فالصلاة هي أيُّ نوعٍ مِن التواصل مع الله في أيِّ وقتٍ وأيِّ مُستوىً وأيِّ موضوع. فالتواصل مع الله هو صلاة.
وأنت لستُ مُضطرًّا أن تُغمِض عينيك. والحقيقة هي أنَّني نشأتُ في كنيسة كانوا يقومون فيها بذلك. فعندما كنا نُصَلِّي، كنا نفعل هذا الأمر. فقد كُنا نُغمِض أعيُنَنا ونَحني رؤوسنا، ونفعل هذه الأشياء. ومِنَ المهم أن نُعَلِّم الأطفال أن يفعلوا ذلك لكي نمنعهُم مِنَ التَّلَهِّي بأمورٍ أخرى في الغرفة، ولكي نمنعهم مِن إصدار الأصوات، واللعب، والتَّلَهِّي بأمورٍ أخرى كالطعام أو الألعاب. لذلك فإننا نطلب منهم أن يفعلوا ذلك على مائدة الطعام لِئَلَّا يبتدئوا بتناول الطعام قبلنا. لذلك فإننا نُشابك أيدينا لكي نُجبرهم على التركيز.
وما زِلتُ أَذكر إني كنت أخرج بِرفقة مجموعة مِن الشباب، وقد كنا نخرج إلى الطرقات ونَكرِز بالإنجيل ونُرَنِّم. وقد كنا مجموعة مؤلَّفة مِن أربعة أشخاص. وقد كنا نفعل الكثيرَ مِنَ الأمور المُضحكة. وفي كل مرَّة كُنا نخرج فيها، كُنا نعقد اجتماعًا للصلاة. وفي المرة الأولى التي خرجت فيها معهم، لاحظتُ أنَّ الجميع يُصَلُّون وأعينهم مفتوحة - ولا سيَّما الشخص الذي كان يَقودُ السيارة.
فقد حان دوره للصلاة، وكُنا مَسرورين لأنه لم يُغمِض عينيه. فنحن لم نرغب في أن يُغلِق عينيه وأن يُسَلِّم كل شيء لله. فهو بالكاد يستطيع القيادة بعينين مفتوحتين. وعلى أي حال فقد كان قادرًا على توصيلنا إلى الأماكن التي نُريد الذهاب إليها. وعندما حَدَثَ ذلك أوَّلَ مرَّة رُحت أتساءلُ قائلاً: "إنني أتسأل إنْ كان الربُّ يسمع". وما أعنيه هو أنَّ ذلك الشخص لم يُغلق عينيه. وفي كل مَرَّة تُشاهدون فيها شخصًا يُصلي على التلفزيون فإنه يُصلي دائمًا بعينين مفتوحتين على اتساعِهما.
إنَّ ذلك ليس مُهِمًّا حقَّا. فالكتاب المقدَّس يقول إنك تستطيع أن تُصلّي وأنت رافعٌ عينيك إلى السماء. وهو يقول إنك تستطيع أن تُصلّي وأنت رافعٌ يديك إلى أعلى. وهو يقول إنك تستطيع أن تُصلّي وأنت على ركبتيك، أو أن تُصلّي وأنت تحني رأسك، أو أن تُصلّي وأنت مُستلقٍ على ظهرك. ويُمكنك أن تُصلّي واقفًا. ويمكنك أن تُصلّي وأنت تمشي أو وأنت جالس. فوضعية الجسم ليست مُهمة. وأنا أعرف أشخاصًا يَصْرفون وقت التأمل في الحمام، ولا بأس في ذلك. فهذا ليس مُهمًّا حقًّا.
فالصلاة هي حديثٌ مع الله. لذلك فإنَّ الوضعيَّة الجسمانيَّة، أي وضعية الجسم، وما تفعله بعينيك ليس أمرًا مهمًا. فهذه ليست النقطة المُهمة في الحقيقة. فالفكرة هي التواصل مع الله. والآن اسمحوا لي أن أحدثكم عن موضوع الصلاة بإيجاز مِن مُنطلق أربع نِقاطٍ مذكورة في المُخَطَّط الذي بين أيديكم وهي: الحاجة، والشُّروط، والمُحتوى، والمُعَوِّقات. وسوف نتحدث عن هذه النقاط في عُجالة.
أولاً، الحاجة إلى الصلاة. فالصلاة مُهمة [في المقام الأوَّل] لأنها وَصِيَّة. وأيُّ شيءٍ يُعْطَى كوصيَّة للمُؤمن هو ضرورة. فقد قال يسوع في إنجيل لوقا 18: 1: "يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ". فهل تعلمون ما الذي يفعله الناس عندما يقعون في مشكلة؟ إنهم يَفقدون عزيمتهم. ولكنَّ يسوع قال: ولا يُمَلّ، بل افعلوا ماذا؟ صَلُّوا. فأنا أريد منكم أن تُصَلّوا دونَ أن تَمَلّوا.
وقد كانَ بُطرس يُعاني مُشكلةً. فقد كان ينام دائمًا في اجتماع الصلاة. وقد قال يسوع له: "لو كنتَ تبقى مستيقظًا وتُصلِّي، لما كنتَ في هذه الحالة المُزرية الَّتي أنتَ فيها". "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي" ماذا؟ "تَجْرِبَة". وكما تعلمون، فإنَّ بطرس لم يكن يُصلِّي آنذاك. لذلك فإنه لم يكن مستعدًّا حقًّا للتجربة. ولكن لو كنتَ تُصَلِّي أكثر مِمَّا تنام، لكنتَ في حالٍ أفضل. وكما تَعلمون، فإنَّ بعضًا مِنَّا يذهبون إلى الفراش في الليل ويقولون: "يا رَبّ ..." ثم يَغِطُّونَ في نومٍ عميق. ونحن ننهض في صباح اليوم التالي ونتخبَّط طَوال اليوم. وهل تعلمون ما الَّذي فعلناه؟ لقد نِمْنا عوضًا عن أن نُصلِّي. "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَة".
إنَّ الصلاة تسندُنا. لذلك مِن الضروري أن نُصلّي. وهي ضروريَّة لأنها وصيَّة. فهي مُهمة. ويُمكنكم أن تُضيفوا ما سأقول كنقطة إضافية أو كنقطة أخرى. فالصلاة مهمة لأنها تحمينا مِن الخطيَّة. فهي تُهَيِّئُنا. ويمكنك أن تُصَلّي لأيِّ أُقنوم. فيمكنك أن تُصلِّي للهِ الآب. والناس يقولون: "ولكن يجب علينا أن نُصلّي باسم الرب يسوع". حسنًا سوف نتحدث عن معنى ذلك. ولكن يُمكنك أن تُصلّي إلى اللهِ الآب، ويمكنك أن تُصلّي إلى اللهِ الابْن، ويمكنك أن تُصلّي إلى اللهِ الروح القدس. فيمكنك أن تُصلّي إلى أيِّ أقنومٍ مِنَ الأقانيم الثلاثة، أو يُمكنك أن تقول: أرجو أن تَسمعني الأقانيم الثلاثة. فأنا لَدَيَّ ما أقوله للأقانيم الثلاثة". لذلك يُمكنك أن تُخاطب الأقانيم الثلاثة في صلاتك.
والحقيقة هي أنَّ الوصيَّة لا تقول فقط إنه ينبغي أن نصلّي، بل إنها تُوصينا بأن نُصلّي كثيرًا. فنحن نقرأ: "مُصَلِّينَ كُلَّ وَقْتٍ". وقد ورد ذلك في رسالة أفسُس 6: 18. ونحن نقرأ في رسالة تسالونيكي الأولى والأصحاح الخامس: "صَلُّوا بلا" ماذا؟ "بلا انقطاع". وقد كنت أتساءل عن معنى الآية "صَلُّوا بلا انقطاع". فكيف يُمكننا أن نفعل ذلك؟ فعندما كنت صبيًّا صغيرًا، كان كل ما أُفكر فيه هو أننا إنْ كُنَّا سنُبقي أعيننا مُغمضة وأيدينا مُتشابكة، وإنْ كُنَّا سنعيش كذلك كل الوقت، فإننا سنُشبه الفَرِّيسيِّين الذين كانوا يَتَسَبَّبونَ في إيذاء أنفسهم. فقد كانت هناك جماعة مِن الفَريسيين في زمن يسوع يعتقدون أنَّ مُجَرَّدَ النظر إلى المرأة خطيَّة. لذلك عندما كانوا يُشاهدون امرأة كانوا يُغمضون أعينهم ويَمشونَ بسرعة فيرتطمون بالجُدران. وهذا هو سبب إطلاق هذا الاسم عليهم.
ولكننا لا نُريد أن تُصابوا بالرضوض والجروح بسبب إغماض أعينكم أثناء الصلاة وارتطامكم بكل شيء. فهذه ليست الفكرة مِن الصلاة كل وقتٍ أو الصلاة بلا انقطاع. فالمعنى المقصود ببساطة هو أن تكون مُدركًا دائمًا لحضور الله في كل وقت. فالكتاب المقدس يُوصينا بأن نَرى كل شيء مِن وجهة نظر الله. واسمحوا لي أن أقدِّم لكم مثلاً توضيحيًّا على ذلك. فأنتم تمضون في الحياة وتقومون بأعمالكم وترون شيئًا تعتقدون أنه جَيِّد.
فقد تَرَوْنَ يومًا صافيًا، أو قد ترون طفلاً صغيرًا رائعًا، أو قد تسمعون كلامًا مِن صديق إذْ يَتَّصل بكم هاتفيًّا فتُفكِرون في مدى محبة هذا الصديق لكم. أو ربما تنظرون إلى الشخص الذي تحبونه وتقولون: "يا لهُ مِن شيءٍ رائع". وماذا تفعلون حينئذٍ؟ ما هو أوَّلُ رَدِّ فِعْلٍ لديكم؟ "أشكرك يا رَبّ على ذلك". فأنت ترى الأشياء مِن وجهة نظر الله. فأنت لا تَكتفي بالقول: "يا له مِن شيءٍ رائع"، بل تقول: "يا رَبّ، أنت صَنعتَ ذلك، وقد صَنعتَهُ بصورة رائعة أشكرك عليها". فأنت ترى كل شيء مِن وجهة نظر الله وتُخاطبه بخصوص ذلك.
وعندما ترى شيئًا سَيِّئًا فإنك لا تَكتفي بالقول: "إنه شيءٌ سَيّءٌ، والأشياء السيِّئة موجودة في كل مكان"، بل إنك تقول: "هناك شيءٌ سَيِّءٌ يا رَبّ. وأنا أرجو مِنْكَ أن تَصنعَ منه خيرًا يا أبي. أرجوك أن تصنع شيئًا بخصوص هذا الموقف". لذا فإنك ترى شيئًا سيئًا في نظر الله أو ربما ترى مشكلةً فتقول: "يا رَبّ، هناك مشكلة. أرجوك أن تُخلصني مِن هذه المشكلة وأن تَحُل هذه المشكلة وأن تتمجد في هذه المشكلة". وكما تَرَوْن، في كل موقفٍ، سواءٌ كانَ جيِّدًا أَم سيِّئًا، فإنَّ هذا ليس مُهمًا. فبصرفَ النَّظر عن الموقف، فإنك تنظر إليه بعيني الله. وهو يَصيرُ شيئًا يمكنك أن تتحدث عنه إلى الله. فهذا هو معنى الصلاة بلا انقطاع.
فهي لا تعني التَّمْتَمَة طوال اليوم بكلمات قليلة أو رفع صلوات خاصة. بل تعني أن تنظر إلى كل شيء يجري في حياتك خلال اليوم في ضَوْء حضور الله لأنهُ موجود. فَكِّر مَثَلاً في أقرب شخص إلى قلبك. فقد يكون زوجًا أو زوجةً أو صديقًا أو صديقةً أو أيَّ شخصٍ آخر. ولكن فَكِّر في أقرب شخص إلى قلبك، وتخيَّل أنَّ هذا الشخص معك اليوم، وأنه موجود طوال اليوم إلى جانبك. فأنت ستَصْرِفُ اليوم كله مع أقرب صديق إلى قلبك أو مع الشخص الذي تحبه أكثر مِن أيِّ شخصٍ آخر. وهذا الشخص لن يتركك طوال هذا اليوم. فإنْ تَحَدَّثْتَ إلى ذلك الشخص اليوم بالقدر نفسه الَّذي تَحدَّثتُ فيه مع المسيح اليوم، كم مِنَ الوقت تكونُ قد صَرَفْتَ في الحديث مع ذلك الشخص؟
وهل صَلَّيْتَ أصلاً اليوم؟ وكيف سيشعر صديقك إذا صَرَفَ اليوم كله معك دون أن يَسمع مِنك كلمة واحدة مع أنه موجود معك طوال الوقت؟ سوف يكون الموقف سخيفًا. أليس كذلك؟ وقد يكون بداية النهاية للصداقة بينكما. فينبغي، على أقل تقدير، أن تُظهِر إدراكك لوجود صديقك. وينبغي أن تبدأ في رؤية الأشياء في ضَوْء حضور صديقك.
فقد تقول: "أليس هذا الأمر رائعًا؟ " أو: "هل رأيتَ ذلك؟ ألا تعتقد أنَّ ما حدثَ سَيِّءٌ جدَّا؟ أتدري شيئًا، ينبغي أن نفعل شيئًا بهذا الخصوص". فأنت تنظر إلى كل شيء في ضَوْء حضور صديقك. والأمر نفسه يَصِحُّ على الصلاة. فكل ما تقوم به هو أنك تنظر إلى كل شيء في ضَوْء حضور الله وفي ضَوْء مَعرفتك بموقف الله مِن ذلك الشيء. فهذا هو مَعنى الصلاة بلا انقطاع.
حسنًا! إذًا فإنَّ ضرورة الصلاة تُحَتِّمُها [أولاً] حقيقة أنها وصيَّة. ثانيًا، إنها تُعطي المجد لله. فعندما تُصلَّي فإنَّ الله يتمجد لأنه يستطيع حينئذٍ أن يستجيب. وعندما يستجيب فإنك تُسبِّحه. فنحن نقرأ في إنجيل يوحنا 14: 13 أنه ينبغي لنا أن نُصلِّي وأنه سيستجيبُ مِن أجل مجده هو: "وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآب". فاللهُ يقول: "أنا أُجيبُ الصَّلاة لكي أتمجَّد".
وسوف أُعطيكم مثلاً توضيحيًّا على ذلك. فقد تحدثنا مساء الأحد الماضي عنِ الخدمة في فِنِزويلا. أتذكرون ذلك؟ فقد أردنا أن نَجمَع بعض المال مِن أجل المحطات الإذاعيَّة هناك. وبعد ظُهْرِ يوم الأحد قلت لِـ "لويس بلاو" (Luis Palau): "كم مِن المال نحتاج مِن أجل إذاعة فِنزويلا وبقيَّة الأشياء؟" فقال 2600 دولار للتلفزيون، وَ 2400 للإذاعة؛ إذًا، المجموع هو خمسة آلاف دولار. وقد حدث ذلك بعد ظُهْرِ يوم الأحد. وقد قُلت: "حسنًا، سنجمع تَقْدِمَة مَحَبَّة مساء الليلة. وسوف نطلب مِنَ الربِّ أن يُعطينا خمسة آلاف دولار".
وأريد منكم أن تَعلموا أنَّني لا أذكرُ الأرقام هنا على سبيل المِثال، بل إنَّني أذكرُ أرقامًا دقيقة. فنحن لم نجمع يومًا تقْدِمةً كهذه طَوال تاريخ هذه الكنيسة، فنحن لم نجمع يومًا تقْدِمة مَحَبَّة تصل إلى خمسة آلاف دولار - البتَّة. لذلك فقد صَلَّيْتُ إلى الربِّ وقلتُ: "يا رب، نحن بجاجة إلى أن نجمع تقدمةً قدرُها خمسة آلاف دولار". وعدد الأشخاص الذين يأتون إلى هنا هو نحو 1700 أو 1800 شخص. فكيف سيعرف هؤلاء المبلغ الَّذي ينبغي أن يدفعوه لجمع خمسة آلاف دولار؟ فإذا حسبتم ذلك على ورقة لن تحصلوا على رقم صحيح. لذلك فقد سَلَّمْنا الموضوع للربِّ وقُلنا: "يا رَبّ، إنَّ عملك يحتاج إلى خمسة آلاف دولار. وأنت قادر على إعطائنا هذا المبلغ".
ثم ماذا حدث؟ لقد جمعنا التقْدِمات مساء يوم الأحد وقُمنا بِعَدِّ المبلغ صباح يوم الإثنين فوجدنا أنه 4400 دولار. وقد ذَكرتُ مساء يوم الأربعاء أنَّ المبلغ هو 4400 دولار فقط. ولكنَّ شَخصًا تَقَدَّمَ إليَّ وقال: "بالمناسبة، هناك 600 دولار إضافيَّة جاءت مِن تلك التقْدِمة". فقد جَمَعْنا خمسة آلاف دولار تمامًا. وهذا أمرٌ لا يُمكننا أن نفعله بقدرتنا.
إذًا فقد صَلَّينا، واللهُ استجاب. وبذلك مَنِ الذي حصل على المجد؟ الله. لذلك فإننا نُصلّي. وربما يفعل اللهُ الشيء نفسه. فهو قد يُعطينا خمسة آلاف دولار، ولكن ربما لم نكُن سنمجده إلَّا إذا طَلَبنا ذلك الشيء وسَمَحنا له بالقيام بذلك الشيء. أتَرَوْن؟ لذلك فإنَّ الصلاة هي طريقة يُمكن لله مِن خلالها أن يُظهر قدرته وأن يتمجد. وهذا أمرٌ مهمٌ جدًّا.
ثالثًا، يجب علينا أن نُصَلِّي لأنَّ الصلاة تُباركنا. وما الذي قُلناهُ عن معنى الكلمة "بَرَكَة"؟ إنها تعني أن تكون فَرِحًا. فعندما تُصَلِّي فإنك تفرح. فالناس المُصَلُّون هم أُناسٌ فرِحون. أتعلمون لماذا؟ لأنهم يتكلَّمون إلى الله. ومِنَ الرائع أن نُكَلِّم الله. وعندما يُجيب الله طِلباتنا فإنَّ ذلك يجعلنا فرحين.
رابعًا [أو النقطة "د"]: إنَّ الصلاة مهمة لأنها تعمل. وأنا مِثلكم لأنِّي أريد أنْ أقوم بالأشياء الناجحة. أليس كذلك؟ فسوف أهدر وقتي إن كنت سأفعل شيئًا ليس له تأثير. ولكنَّ الصلاة تعمل عملها. فنحن نقرأ في رسالة يعقوب 5: 16: "طَلِبَةُ الْبَارِّ" تَفعل ماذا؟ "تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا". فالصلاة تعمل عملها. والصلوات الحارة النابعة حقًّا مِن قلوب الأبرار تعمل. وهي في الحقيقة تجعل الله يعمل. فهي تصنع فرقًا. فقد صَلَّيتم مِن أجل خمسة آلاف دولار، والله أعطانا خمسة آلاف دولار. فالصلاة تعمل. وأحيانًا قد يكون جواب الله هو "لا". ولكنه يُجيبُ بالإيجاب بالقدر الكافي الذي يجعلنا نَعلم أنَّ الصلاة تعمل.
ونحن نقرأ في رسالة يوحنا الأولى 5: 15: "وَإِنْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا يَسْمَعُ لَنَا، نَعْلَمُ أَنَّ لَنَا الطّلبَاتِ الَّتِي طَلَبْنَاهَا مِنْهُ". فإن كان اللهُ يسمع (كما يقول يوحنَّا)، فإننا نَعلم أنَّه يَستجيب". فالصلاة تعمل حقَّا. وهي تترك تأثيرًا حقيقيًّا. ولكِنْ كيف تُجاب الصلاة؟ هذا سؤالٌ جيدًا. أولاً، إنها تُجاب أحيانًا حالاً. هل لاحظتم ذلك يومًا؟ فأحيانًا لا يُمكنكم أن تُصدقوا سرعة عملها. فأنتم تطلبون شيئًا (كما فَعَلنا بعد ظهر يوم الأحد) وتحصلون على استجابة مساء يوم الأحد. فأحيانًا تعمل الصلاة حالاً.
ونحن نقرأ في سفر أشعياء 65: 24 هذه الكلمات الرائعة: "وَيَكُونُ أَنِّي قَبْلَمَا يَدْعُونَ أَنَا أُجِيبُ، وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بَعْدُ أَنَا أَسْمَع". فالله يُجيب الصلاة حتَّى قبل أن نُصليها. فهي تعمل حالاً أحيانًا. ثانيًا، قد تتأخر الصلاة أحيانًا. فقد نُصلي أحيانًا لشيء ما ونُضطرُّ إلى الانتظار لأنَّ الله يَعلم أكثر جدًّا مما نعلم نحن، وهو يَعلم أنه مِن الأفضل أن يستجيب في وقت لاحقٍ على أن يستجيب الآن.
ونقرأ في إنجيل لوقا 18: 7: "أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ، الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلاً، وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ؟" بعبارة أخرى، قد يكون الأمر مؤلِمًا أحيانًا، وقد تَختبر آلامًا كثيرة. فأحيانًا، قد يتألم أولاد الله الأحبَّاء، ويتألمون، ويتألمون، ويتألمون. وقد يبدو أنَّ الأمر مُستمرٌّ ومُستمرُّ ومُستمرّ. ولكنَّ الله يُجيب صلواتهم حتى لو استغرق الأمر وقتًا طويلاً للحصول على استجابة. والسبب في ذلك هو أنَّ لدى الله قصد. لذلك، قد تأتي الإجابة حالاً أحيانًا، وقد تتأخر أحيانًا، وقد تأتي الاستجابة أحيانًا بصورة مختلفة عمَّا طلبناه.
وأحيانًا، قد يُعطينا اللهُ أكثر جدًّا ممَّا نطلب. ولا يمكنني أن أنسى يومًا ذلك الشخص الذي يُدعى "بابي ريفيل" (Pappy Reveal). فهو يمتلك شخصيَّة فريدة. فقد كانت ساقاهُ مَشلولتَيْن ولا يستطيع الوقوف. ولكنه كان يتنقَّل على كرسيٍّ مُتحرك ويمتلك ذراعين قويين جدًّا بالنسبة إلى رجل في سِنّ الخامسة والثمانين. وقد كان يأتي ويَعِظ وهو مُتشَبِّثٌ بالمِنْبر. فقد كان يَتَشَبَّثُ بالمِنبر بيديه بينما كانت ساقاه تتدَلَّيَان مِن فوق المِنْبر.
فقد كان يتعلق بالمِنْبر ويستند إليه. وقد كان هذا الرَّجُلُ رَجُلَ صلاةٍ بِحَقّ. وما أعنيه هو أنَّ هذا الرجل يمتلك موهبة الإيمان وقد كان يستطيع أن يُصلّي صلوات رائعة حقَّا. وذات مَرَّة، كان يحكي قصةً ويسردها بأعلى صوته. فقد كان رئيسًا لهيئة إرساليَّة كبيرة في الجزء الغربي الأوسط مِن البلاد. وقد قال: "لقد كنتُ بحاجة إلى سيارة كبيرة". وقد استمر في الحديث عن تلك السيارة الكبيرة وهو يقول: "لقد رَكَعْتُ وقلت: ’يا رَبّ، أنت تَعلم حاجتي إلى سيارة كبيرة‘". وقد قال للرب إنه يُريد سيارة باللون الأزرق وأنه يُريد سيارة بالمواصفات كذا وكذا. وقد راحَ يتحدث عن تلك الصلاة المختصَّة بالسيارة الكبيرة. وقد قال: "أتعلمون ما الذي حدث؟" في غضون أسبوع واحد، حصلنا على ثلاث سيارات كبيرة جديدة. هَلِّلويا!" وقد كان يَتكلَّم بأعلى صوته ويقول: "آمين، آمين، آمين". وقد كان يقول: "آمين" نحو خمس مرَّات عندما يشعر بالفرح.
ونحن هنا أمام حالةٍ أعطاه اللهُ فيها أكثر مما طلب. وكما تعلمون فقد كان الله يعرف أنَّ هذا الرجل في حاجة إلى أكثر مِمَّا يَظُنّ. وهذا أمرٌ كتابي. فهذا هو ما جاء في سفر إرميا 33: 3. ولكنْ لا تتوقعوا دائمًا أن يفعل الله ذلك – لكي تتفاجأوا حين يحدث هذا الأمر. فنحن نقرأ في سفر إرميا 33: 3: "اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا". فهي أمور تَفوق كُلَّ ما تعرفه: "وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا". وهذا يُشبه ما جاء في رسالة أفسُس 3: 20 إذْ نقرأ: "وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ". فهو قادر أن يَفعل أكثر جِدًّا مِمَّا نَطلُب.
وأنا أتذكر ما حدث بخصوص خدمتي حين جئت إلى كنيسة "النِّعمة" (Grace Church) وصَلَّيتُ في السنوات الباكرة قائلا: "يا رَبّ، أرجوك أن تستخدمني هنا. أرجوك أن تُبارك هذه الكنيسة". ولم أكن أحْلُم يومًا بما قد يحدث هنا. فمن المؤكد أنه لم تكُن لديَّ أدنى فكرة عما سيحدث. ولا أحد مُندهش أكثر مني بسبب ما فَعَلَهُ الله. فقد فَعَلَ أكثر جدًّا مما قد أطلب أو أفتكر.
والآن، لنتحدَّث عن شروط الصلاة. فعندما تُصلّي، كيف ينبغي أن تُصلّي؟ الشرط الأول هو أن تطلب باسم المسيح. وينبغي أن نوَّضح هذا الأمر لأنَّ الناس يُبالغون في تبسيط ذلك. فَهُمْ يَظُنُّون أنه في نهاية كل صلاة يجب عليك أن تقول: "باسم يسوع. آمين"، وأنَّ هذا سيضمن استجابة الصلاة - الصلاة باسم المسيح. ولكِنْ هناك أشخاصٌ مِنَ الكنيسة المشيخيَّة يَختمون صلواتهم بالقول: "آمين". وقد يَعترض أحدكم ويقول: "عَجَبًا! إنه لم يقل ’باسم يسوع. آمين‘. لذلك فإنَّ هذه الصلاة لم تَصِلْ حتَّى إلى سَقْف الغرفة". وقد سمعتُ أحد الأشخاص يقول ذات مَرَّة إنَّ هذا يُشبهُ إرسال رسالة إلى الله مِنْ دون طابَعٍ بريديّ.
وما أعنيه هو أنَّ هناك أُناسٌ يعتقدون أنه ينبغي إضافة هذه العبارة القصيرة في النهاية، وإلَّا فإنَّ الصلاة لن تَصِل إلى الله. وهذا سخيفٌ حقَّا. فإذا قرأتَ الصلواتِ المذكورة في الكتاب المقدَّس، ستجد أنَّ عددًا قليلاً منها ينتهي بالعبارة "باسم يسوع، آمين". فهذا ليس المقصود بما جاء في إنجيل يوحنا 14: 13: "وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي". فالكلمة "باسمي" تُشيرُ إلى كُلِّ ما يَختصُّ بالمسيح. لذلك فإنَّ الصلاة باسمة تعني الطلب باستمرار بما يوافِق شخص المسيح. فهذا هو المعنى المقصود.
فكأنك تقول: "أنا أطلب هذه الطلبة كما لو كان المسيح هو الذي يطلبها". بعبارة أخرى فإنَّ فكرة اسم المسيح تعني "كُلّ استحقاقات المسيح". فاسم المسيح يَدُلُّ على شَخْصِهِ وعلى كَمالِ شخصه. "بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!" فما الذي يعنيه ذلك؟ هل يعني ذلك أنَّ هذا الاسم يمتلك قُدرة سحريَّة؟ أو أنه مجرد صيغة معينة؟ لا، بل إنَّ المقصود هو: "بسبب شخص المسيح". فبسبب قُدرته وبسبب شَخصه: قُمْ وامْشِ. لذلك فإنَّ هذا الاسم يُشيرُ إلى كل صفات المسيح. لذلك عندما أَطلبُ باسم يسوع فإنَّني أَطلبُ طلباتٍ تُوافِقُ شَخْصَهُ.
وإليكم هذا المَثَل التَّوضيحيّ: "أيُّها الآب، أنا أطلب هذه الطِلبة لأني أعلم أنَّ هذا هو ما يُريده يسوع". هل فهمتم ذلك؟ جَرِّبوا ذلك عندما تُصَلُّون في المرَّة القادمة: "يا رَبّ، إنَّ كل ما أَطلبه إنما أَطلبه لأنني أَعلم ("واليكم الجزء الصعب): "أنَّ هذا هو ما يُريده يسوع". فهكذا ينبغي أن نُصلي باسمه. ومن شأن هذا أن يُزيل الكثير مِنَ التشويش. أليس كذلك؟ فَمِنْ خلال هذا الفهم ستتخلَّص مِنَ الكثير مِنَ التشويش.
وهذا يُشبه الطفل الصغير الذي يقول: "يا رَبّ، بارك أُمِّي وبارك أبي". ثُمَّ إنه يقول بأعلى صوته: "يا رَبّ، أنا أريدُ دَرَّاجة جديدة". وحينئذٍ فإنَّ والده يقول له: "هَوِّنْ عليك! فاللهُ ليسَ أَصَمًّا". ولكنَّ الطفل يقول: "أنا أَعلم ذلك، ولكنَّ جَدَّتي التي تجلس في الغرفة المجاورة لا تسمع جيِّدًا". والسؤال الذي يطرح نفسه هو: "إلى مَنْ تُوَجِّه صلاتك؟" فهناك بعض الأنانيَّة هنا. لذلك فإنَّ يعقوب يقول هنا: "تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيًّا لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ".
لذلك فإنَّ الصلاة باسم المسيح تعني القول: هذا هو ما أطلبه لأنَّ هذا هو ما أعتقد أنَّ يسوع يُريده. فهل يُمكنك أن تُصلي لأجل شخص تُحبه وأن تقول: "أنا أُصلي لأجل خلاص هذا الشخص لأني أعلم أنَّ هذا هو ما يُريده يسوع"؟ بكل تأكيد. وهل يُمكنك أن تُصلي مِن أجل خيرك الروحيّ لأنك تعلم أنَّ هذ هو ما يُريده يسوع؟ بكل تأكيد. فهناك بعض الأشياء التي تعلم أنه يُريدها وتعلم أنه يُمكنُ أن يُصَلِّي لأجلها. وهذا هو معنى أن تُصلي باسمه. فهو لا يعني أن تقول: "يا ربّ، أنا أريد أَحْدَثَ طِرازٍ مِنَ السيَّارة الفُلانيّةَ لأنَّ هذا هو ما يُريده يسوع".
ثانيًا، لا يكفي أن نطلب باسم المسيح، بل ينبغي أن نطلب بإيمان. فينبغي أن نطلب بقلبٍ مُؤمن. فالله يُريد منك أن تُؤمن به. وعندما يُجيب طلبتك، ينبغي أن تشكره. فنحن نقرأ في إنجيل مَتَّى 21: 22: "وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ". فالشرط الأول هو أن نطلب طِلبات متوافقة مع المسيح. والشرط الثاني هو أن نطلب بإيمان. فهل تُؤمن في قلبك حقَّا أنَّ الله يُجيب الصلاة؟ فهذا شرط. ولكِن هَلِ المقصود بذلك هو: "حسنًا يا الله، إذا كنت موجودًا حقًّا، قُم بخُدعة ما لكي أُوْمِنَ بك"؟ "لا! لا!". فاللهُ لا يقوم بأيِّ خُدَعٍ لكي يجعل الناس يُؤمنون، بل هو يتجاوب مع صلاة المؤمنين. فالشرطُ الثاني هوَ: "الإيمان".
والحقيقة هي أننا نقرأ: "لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ" تَفْعَلونَ ماذا؟ "تُحَرِّكونَ الجِبال". وأنا أَذكر قصة سيدة عجوز قصيرة كان لديها جَبَلٌ في الساحة الخلفيَّة لبيتها. وكانت تتمنَّى أن تتخلص مِن هذا الجبل لكي تتمكن مِنْ تحويل تلك السَّاحة إلى حديقة. لذلك فقد رَكَعَتْ وصَلَّتْ قائلةً: "يا ربّ، أنا أَعلمُ أنك قادر أنْ تُزيلَ هذا الجبل، وأنا أُوْمِنُ بذلك". وقد نَهَضَتْ مِنْ نومها في الصباح فوجدت أنَّ الجبل ما يزال في مكانه فقالت ضاحِكَةً: "لقد كنت أعرف ذلك".
والحقيقة هي أنَّ هذه ليست صلاةً نابعةً مِنْ قلبٍ مؤمِن. فقد كانت تَشُكُّ في قلبها في قيام الله بذلك. وهناك آية أخرى خطرت ببالي الآن. ولنرى أين هي! رسالة يعقوب ... يعقوب 5: 15: "وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ". فنحن نجد هنا أيضًا أنَّ الصلاة تتضمن فكرة الإيمان. فهناك الطِّلبة، وهناك الإيمان.
ثالثًا، الصَّلاة بحسب مشيئة الله ووفقًا لإرادته. فيجب عليك أن تقول دائمًا: "يا أبي، أُصَلِّي أنْ تكون طِلبتي هذه موافقة لمشيئتك". فنحن نقرأ في رسالة يوحنَّا الأولى 5: 14: "وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ" ماذا؟ "مَشِيئَتِهِ" فإنه "يَسْمَعُ لَنَا". لذلك، يجب علينا أن نُصلِّي باسم المسيح، وأن نطلب بإيمان، وبحسب مشيئة الله. فإن قُلنا: "يا ربّ، يجب عليك أن تفعل ما أَطلبهُ مِنْكَ سواءٌ أَعْجَبَكَ ذلكَ أَمْ لم يُعجبك"، فإنه لن يسمع لنا.
فالله ليس موجودًا في السماء لكي يُجيب كُلَّ طلبة نطلبها مِنه رغمًا عنه. فالصلاة، كما قُلتُ، تعني أن نكون متوافقين مع مشيئة الله. وهناك شيء آخر. فالصلاة يجب أن تنبع مِن قلبٍ طاهرٍ ... مِن قلبٍ طاهر. وهذا هو معنى ما جاء في رسالة يعقوب 5: 16 بأنَّ "طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا". فإنْ كانت هناك خطايا في حياتك، فإنَّ قناة الصَّلاة ستكون مَسدودة حقًّا.
والنقطة الأخيرة هي أنَّه يجب علينا أن نطلب بإلحاح. فالله يريد مِنَّا حقًّا أنْ نُصَلِّي بِـلَجَاجَة. فهل تذكرونَ الشخص المذكور في الأصحاح 11 مِن إنجل لوقا، والذي أرادَ خُبزًا؟ فهو يمضي ويَطرق باب صديقه النائم. وَهُوَ يقولُ له: "اخرُج إليَّ". وَهُوَ يستمرُّ في القرع والطرق قائلاً: "اخرج إليَّ".
فهو يَقرع، ويَقرع، ويَقرع. وأخيرًا فإنَّ صديقه يَخرج إليه فيقولُ له: "أريد بعض الخبز". والربُّ يقول: "أَتَرَوْن؟ فهو يحصل على الخبز بسبب لجاجته. ويمكنكم أنتم أيضًا أن تحصلوا على طلباتكم إنْ طلبتم بلجاجة". بعبارة أخرى، هذا هو الطَّلَب. وهذا هو معنى الرَّغبة الشديدة والإصرار الَّذي يجعلك تَلتجئ باستمرار إلى الربِّ بعزيمةٍ لا تَلين، أي: بِلَجَاجَة.
ونأتي ثالثًا إلى مَضمون الصَّلاة. ونحنُ نَتقدَّم بسرعة كبيرة، ولكنَّنا نُريدُ أنْ نَختم حديثنا بالتطرُّق إلى مُحتوى الصَّلاة. فما مُحتوى الصَّلاة؟ أولاً، هناك نوعيَّة الصَّلاة. وقد تحدَّثنا عن ذلك في السابق (في أفسُس 6: 18) بجميع أنواعها، أي جميع أنواعها القديمة. فهناك الصلاة وقوفًا، وجلوسًا، وبصوتٍ عالٍ، وهمسًا، والصَّلاة في المخدع، والصلاة الجمهوريَّة. وهناك التَّضرُّع (أي طَلَب الأشياء). وهناك الشَّفاعة (أي الصَّلاة لأجل حاجات شخص آخر). وهناك الشُّكر (أي تقديم الشكر لله على ما صَنَعَهُ). وهناك التَّسبيح (أيْ تسبيح الله على صِفاته). فالصَّلاة ضروريَّة بجميع صُوَرِها وأشكالها.
والآنْ، ماذا ينبغي أن يكون موضوع صلواتك؟ أو: مَنِ الَّذي تُصَلِّي لأجله؟ هناك فئتان: فأنتَ تُصَلِّي لأجل نفسك ولأجل الآخرين. فهذا هو كُلّ ما في الأمر. فأنت تُصلِّي لأجل نفسك ولأجل الآخرين. وهناك آيات كثيرة يمكنكم أن تتأمَّلوا فيها بأنفسكم. ولا حاجة لِذِكْرِها. ولكنها قد تكون دراسة مُمتِعة لكم مِن خلال تَتَبُّع ما يقوله الكتاب المقدَّس عن الأشخاص الَّذينَ ينبغي أن تُصَلُّوا لأجلهم. فهل فعلتُم ذلكَ يومًا؟ فيمكنكم أن تعثروا على لائحة تَضُمُّ نحو خمس عشرة فئة مِنَ الأشخاص الَّذينَ يوصينا الكتاب المقدَّس بأنْ نُصَلِّي لأجلهم.
فينبغي أن تُصَلُّوا للربِّ بأن يُرسل فَعَلَة للحصاد. وينبغي أن تُصلوا لأجل المُرْسَلين الجُدُد والمُعلِّمينَ والوُعَّاظ الجُدُد. فهل صَلَّيتُم يومًا لأجل هؤلاء؟ فالكتاب المقدس يوصيكم بأن تُصلُّوا لأجلهم. وهل صَلَّيتُم يومًا لرئيسِ البِلاد؟ فالكتاب المقدس يوصينا بأن نصلي لأجل الأشخاص المسؤولين عَنَّا.
وهل صَلَّيتُم يومًا لأجل المُحافِظ؟ أو لأجل رجال الشُّرطة؟ فهل صليتم يومًا لأجل رجال الشُّرطة في منطقتكم؟ أجل، يجب عليكم أن تصلُّوا لأجل رجال الشُّرطة في منطقتكم. ويجب عليكم أن تصلُّوا لأجل المُحافِظ. وهناك أشخاص كثيرون ينبغي أن تُصَلُّوا لأجلهم. وهؤلاء مذكورون في مَواضِع عديدة مِنَ العهد الجديد.
وأخيرًا، هناك بعض الأمور الَّتي تُعيق الصَّلاة. وبصورة عامَّة فإنَّ العائقَ الرئيسيَّ مذكور في المزمور 66: 18. "إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي" ما الَّذي سيحدث؟ "لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ". فالعائقُ الرئيسيُّ للصلاة هو الخطيَّة. فنحن نقرأ في المزمور 66: 18 أنَّ العائق الرئيسيَّ للصلاة هو الخطية. والخطية قد تأخذ أشكالاً عديدة وكثيرة جدًّا. فهناكَ أوَّلاً: الأنانيَّة. فإذا كنت تطلب طلبات أنانيَّة لتُنفق في لذَّاتِك، فإنَّ صَلواتِك سَتُعاق. وهناك عائقٌ آخر وهو: عدم المُبالاة بالآخرين.
وينبغي أن تعلموا أنَّ هناك عائقًا آخر قد يدهشكم. فإن لم تكن علاقتك بزوجتك سليمة، لن تُجاب صلواتُك. هل تعلمون ذلك؟ وهذه حقيقة صعبة. أليس كذلك؟ فالناس يتساءلون عن سبب عدم سَيْر الأمور حسنًا في بيوتهم. ولكِنْ ربما ينبغي للأزواج أن يتصالحوا مع زوجاتهم قبل أن يتصالحوا مع الله. وعندما تكون لديكم شكوك، فإنَّ يعقوب يقول إنَّكم ستُشبهون بحرًا مُضطربًا. وهذا يُعيق صلواتكم. وعدم المبالاة بالآخرين مذكور في أمثال 21. فجميع هذه الأشياء تُعيق الصلاة. وهذه هي مُجرَّد نظرة عامَّة إلى موضوع الصَّلاة بصورة مبدئيَّة.
نشكرك، يا أبانا، لأنك جَمَعْتَنا معًا في هذا المساء. ونشكرك على الأشخاص الموجودين هنا، ولا سِيَّما أنَّ كثيرين منهم هُمْ مؤمنون جُدُد مُتَحَمِّسون ومُتلهِّفون لمعرفة المبادئ الأساسيَّة. ونحن نشكرك على ما ستصنعه بحياتهم لأنهم أُمَناء في الإقرار بحاجتهم لهذه المعرفة ولإخضاع أنفسهم لبعض التَّعليم وبعض المشاركة في هذا النِّطاق. وصلاتُنا لأجلهم أيضًا هي أن تَستخدمهم. ونحن نُسَبِّحُك ونُمَجِّدُك على كُلّ ما صَنَعتَهُ في هذه الليلة وعلى ما ستَصنعه في حياتهم. باسم المسيح. آمين.

This article is also available and sold as a booklet.